فصل: تفسير الآيات (17- 29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (17- 29):

{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
{إنَّ علينا جمعه وقرآنه} قراءته عليك حتى تعيه.
{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} أَي: لا تعجل بالتِّلاوة إلى أن يقرأ عليك.
{ثم إنَّ علينا بيانه} أَيْ: علينا أن ننزِّله قرآناً فيه بيانٌ للنَّاس.
{كلا} زجرٌ وتنبيهٌ. {بل تحبون العاجلة}.
{وتذرون الآخرة} أي: تختارون الدُّنيا على العقبى.
{وجوهٌ يومئذٍ} يوم القيامة {ناضرة} مُضِيئةٌ حسنةٌ. {إلى ربها ناظرة} تنظر إلى خالقها عياناً.
{ووجوه يومئذ باسرة} كالحةٌ.
{تظن} توقن {أن يفعل بها فاقرة} داهيةٌ عظيمةٌ من العذاب.
{كلا إذا بلغت التراقي} يعني: النَّفس. بلغت عظام الحلق.
{وقيل مَنْ راق} مال مَنْ حضر ذلك الذي قارب الموت: هل من طبيبٍ يداويه، وراقٍ يرقيه فيشفى برقيته؟
{وظن} أيقن الذي نزل به الموت {أنَّه الفراق} من الدُّنيا والأهل والمال.
{والتفت الساق بالساق} التفَّت ساقاه لشدَّة النَّزع. وقيل: تتابعت عليه الشَّدائد.

.تفسير الآيات (30- 40):

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
{إلى ربك يومئذ المساق} المنتهى والمرجع بسوق الملائكة الرُّوح إلى حيث أمر الله سبحانه.
{فلا صدَّق ولا صلى} يعني: أبا جهلٍ لعنه الله.
{ولكن كذب وتولى} عن الإِيمان.
{ثمَّ ذهب إلى أهله يتمطى} يتبختر.
{أولى لك فأولى}. {ثم أولى لك فأولى} هذا تهديدٌ ووعيدٌ له، والمعنى: وليك المكروه يا أبا أجهل، أي: لزمك المكروه.
{أيحسب الإنسان أن يترك سدى} مُهملاً غير مأمورٍ ولا منهيٍّ.
{ألم يك نطفة من مني يمنى} يصبُّ في الرَّحم.
{ثمَّ كان علقة فخلق فسوى} فخلقه الله فسوَّى خلقه، حتى صار إنساناً بعد أن كان علقةً.
{فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى} فخلق من الإِنسان صنفين الرَّجل والمرأة.
{أليس ذلك} الذي فعل هذا {بقادر على أن يحيي الموتى}؟ بلى، وهو على كلِّ شيءٍ قدير.

.سورة الإنسان:

.تفسير الآيات (1- 3):

{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
{هل أتى على الإنسان} قد أتى على آدم {حين من الدَّهر} أربعون سنةً {لم يكن شيئاً مذكوراً} لأنَّه كان جسداً مُصوَّراً من طينٍ، لا يُذكر ولا يُعرف، ويجوز أن يريد جميع النَّاس، لأنَّ كلَّ أحدٍ يكون عدماً إلى أَنْ يصير شيئاً مذكوراً.
{إنا خلقنا الإِنسان} يعني: ابن آدم {من نطفة أمشاج} أخلاطٍ، يعني: ماء الرَّجل وماء المرأة واختلاف ألوانهما {نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً} أَيْ: خلقناه كذلك لنختبره بالتَّكليف والأمر والنَّهي.
{إنَّا هديناه السبيل} بيَّنا له الطَّريق {إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً} إنْ شكر أو كفر، يعني: أعذرنا إليه في بيان الطَّريق ببعث الرَّسول آمن أو كفر.

.تفسير الآيات (5- 13):

{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
{إنَّ الأبرار} المُطيعين لربِّهم. {يشربون من كأس} إناءٍ فيه شرابٌ {كان مزاجها كافوراً} يُمزج لهم بالكافور.
{عيناً} من عينٍ {يشرب بها} بتلك العين {عباد الله يفجرونها تفجيراً} يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم.
{يوفون بالنذر} إذا نذروا في طاعة الله وفوا به {ويخافون يوماً كان شرُّه مستطيراً} منتشراً فاشياً.
{ويطعمون الطعام على حبّه} على قلَّته وحبِّهم إيَّاه {مسكيناً} فقيراً {ويتيماً} لا أب له {وأسيراً} أي: المملوك والمحبوس في حقٍّ من المسلمين، ويقولون لهم: {إنما نطعمكم لوجه الله} لطلب ثواب الله {لا نريد منكم} بما نُطعمكم {جزاءً} مكافأةً منكم {لا شكوراً} شكراً.
{إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً} كريه المنظر لشدَّته {قمطريراً} صعباً شديداً طويل الشَّر.
{فوقاهم الله شرَّ ذلك اليوم} الذي يخافون {ولقَّاهم نضرة} ضياءً في وجوههم {وسروراً} في قلوبهم.
{وجزاهم بما صبروا} على طاعة الله وعن معصيته {جنة وحريراً}.
{متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً} حرَّاً ولا برداً، صيفاً ولا شتاءً.

.تفسير الآيات (14- 21):

{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
{ودانية عليهم ظلالُها} أَيْ: قريبةً منهم ظلال أشجارها {وذللت قطوفها تذليلاً} أُدنيت منهم ثمارها، فهم ينالونها قعوداً كانوا أو قياماً.
{ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا} أَيْ: لها بياض الفضَّة وصفاء القوارير وهو قوله: {قوارير من فضة قدروها تقديراً} أي: جُعلت الأكواب على قدر رِيِّهِمْ، وهو ألذُّ الشَّراب.
{ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً} والزَّنجبيل: شيءٌ تستلذُّه العرب، فوعدهم الله ذلك في الجنَّة.
{عيناً} من عينٍ {فيها} في الجنَّة {تسمى} تلك العين {سلسبيلاً}
{ويطوف عليهم ولدان} أي: غلمانٌ {مخلَّدون} لا يشيبون {إذا رأيتهم حسبتهم} في بياضهم وصفاء ألوانهم {لؤلؤاً منثوراً}.
{وإذا رأيت ثمَّ} إذا رميت ببصرك في الجنَّة {رأيت نعيماً وملكاً كبيراً} وهو أنَّ أدناهم منزلاً ينظر في ملكه في مسيرة ألف عامٍ.
{عاليهم} فوقهم {ثياب سندس} أي: الحرير. وقوله: {شراباً طهوراً} طاهراً من الأقذاء والأقذار، ليس بنجس كخمر الدُّنيا.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)}
{ولا تطع منهم آثماً} يعني: عتبة بن ربيعة {أو كفوراً} يعني: الوليد بن المغيرة، وذلك أنَّهما ضمنا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم المال والتَّزويج إِنْ ترك دعوتهم إلى الإِسلام.

.تفسير الآيات (27- 31):

{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}
{إنَّ هؤلاء يحبُّون العاجلة} يعني: الدُّنيا {ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} ويتركون العمل ليومٍ شديدٍ أمامهم، وهو يوم القيامة.
{نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} خلقهم وخلق مفاصلهم.
{إنَّ هذه} السُّورة {تذكرة} تذكيرٌ للخلق {فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً} وسيلةً بالطَّاعة.
{وما تشاؤون إلاَّ أن يشاء الله} أَيْ: لستم تشاؤون شيئاً إلاَّ بمشيئة الله تعالى؛ لأنَّ الأمر إليه.
{يدخل من يشاء في رحمته} جنَّته، وهم المؤمنون، {والظالمين} الكافرين الذين عبدوا غيره {أعدَّ لهم عذاباً أليماً}.

.سورة المرسلات:

.تفسير الآيات (1- 9):

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)}
{والمرسلات عرفاً} أي: الرِّياح التي أُرسلت مُتتابعةً كعُرْف الفرس.
{فالعاصفات عصفاً} أي: الرِّياح الشَّديدة الهبوب.
{والناشرات نشراً} الرِّياح التي تأتي بالمطر.
{فالفارقات فرقاً} يعني: آي القرآن فرَّقت بين الحلال والحرام.
{فالملقيات ذكراً} أي: الملائكة التي تنزل بالوحي.
{عذراً أو نذراً} للإِعذار والإِنذار من الله تعالى.
{إنَّ ما توعدون} من البعث والثَّواب والعقاب {لواقع}.
{فإذا النجوم طمست} مُحي نورها.
{وإذا السماء فُرِجَتْ} شُقَّت.

.تفسير الآيات (10- 24):

{وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)}
{وإذا الجبال نسفت} قُلعت من أماكنها، فأُذهبت بسرعةٍ.
{وإذا الرسل أقتت} جُمعت لوقتٍ، وهو يوم القيامة.
{لأيِّ يومٍ أجِّلت} أُخِّرت وأُمهلت.
{ليوم الفصل} القضاء بين النَّاس.
{وما أدراك ما يوم الفصل} على التَّعظيم لذلك اليوم. {ويلٌ يومئذٍ للمكذبين}.
{ألم نهلك الأولين} من الأمم المكذِّبة.
{ثم نتبعهم الآخرين} ممَّن سلكوا سبيلهم في الكفر والتَّكذيب.
{كذلك} مثل الذي فعلنا بهم {نفعل بالمجرمين} بالمُكذِّبين من قومك.
{ألم نخلقكم من ماء مهين} أي: النُّطفة.
{فجعلناه في قرار مكين} أي: الرَّحم.
{إلى قدر معلوم} وهو وقت الولادة.
{فقدرنا} أَيْ: قدَّرنا وقت الولادة {فنعم القادرون} فنعم المُقدِّرون نحن، وقُرئت بالتَّشديد والتَّخفيف، لغتان بمعنى واحدٍ.

.تفسير الآيات (25- 36):

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)}
{ألم نجعل الأرض كفاتاً} وعاءً. وقيل: ذات كفات، أَيْ: ضمٍّ وجمعٍ تَكْفِتُ الخلق أحياءً على ظهرها، وأمواتاً في بطنها.
{وجعلنا فيها رواسي} جبالاً ثوابت {شامخات} مرتفعاتٍ. {وأسقيناكم ماءً فراتاً} عذباً.
{ويل يومئذ للمكذبين} ويُقال لهم ذلك اليوم.
{انطلقوا} اذهبوا. {إلى ما كنتم به تكذبون} في الدنُّيا.
{انطلقوا إلى ظل} إلى دُخان جهنَّم {ذي ثلاث شعب} إذا ارتفع انْشَعَبَ ثلاث شُعَبٍ، فيقف على رؤوس الكافرين.
{لا ظليل} باردٍ {لا يغني من اللهب} ولا يدفع من لهب النَّار شيئاً.
{إنها ترمي بشرر} وهو ما يتطاير من النَّار {كالقصر} من البناء في العظم.
{كأنه جُمالاتٌ} جمع جمالٍ {صفر} سود.
{هذا يوم لا ينطقون}.
{ولا يؤذن لهم فيعتذرون} يعني: في بعض ساعات ذلك اليوم يُؤمرون بالسُّكوت.